الاثنين، 8 فبراير 2016

ابوريان مجاريا للدوخي

كتبت بشاعريتي المتواضعة مجارات لابيات الشاعر والمذيع المرحوم / بندر الدوخي.

حيث يقول الدوخي:

الهدب مذعور والنظره قلق 
والعيون امواجها ضمت غريق
ردي المنديل لايرسل عبق 
شب من عطره على قلبي حريق
شدني في وجنتك بحر الشفق
البحر مرمر وله ضفة عقيق
والشعر ليله على فجري شرق
هل ياليل خذا شمسي طريق
والقمر مثلي لاشافك شهق
من خجل عينه يحس انه يويق
يرتعش يصلاه من نورك حرق 
نورك اللي شعلته جنة عشيق
والحلا في لمست يدينك نطق 
كل حرف بالدفا يمي سبيق
هم يحسبون الهوى حرف ورق 
والهوى نور على الدنيا شريق

::::::

شعر  بندر الدوخي...
///////////////////////////
ثم قلت مجاريا له:

القوافي امواج والبحر انفلق.
يرسم الابيات من جوف عميق.
دره المخفي تنفس وانعتق.
في بحر رمله من الماضي العتيق.
يجمعه مسكين للغالي حلق.
والحجر في ملمس ايدينه عقيق.
صَك باب العشق عوّد واندلق.
من طعون الحب عيا لا يفيق.
يكبر بعمره وقلبه ما انطلق.
وده بيوما من الماضي طليق.
من يهاب الحب قلبه ماخفق.
مايميز بين برده والحريق.
مستريح البال لوكلن غرق.
ابحربدنيا العناء من دون ضيق.
من شرب كاس المحبه انصفق.
سكرته تبطي ولايمكن يفيق.

عبدالله الدعيج.ابوريان

الأربعاء، 3 فبراير 2016

يا خيال عشت

يا خيال عشت في وقت مضى
احسبه يبقى على مر السنين
اصبحت ذكرى وعابرها قضى
دايم تطري ويزداد الحنين

عبدالعزيز بن عبدالله الضويحي
١٤٣٧/٤/٢٣هـ

ذكريات مرات للدكتور احمد الاسود

الدكتور / أحمد الأسود

( كميت ) هو أول إعلان لك أنك في ( مرات ) يقول المثل أضمن لي كميت أضمن لك  مرات ) فهو يقف شاهقاً معلناً عن نفسه وعن ضآلة ما حوله من منازل متراصة وحقول متناثرة لعل هذا الجبل ذي المئة وتسعين مليون عام هو السبب في اتجاهي للجيولوجيا.

لطالما أحببت صعود ذلك الجبل حتى القمة عندما كنت صبياً . كنت أقضي وقتاً طويلاً على أعلى طبقات صخور الجير الضاربة للصفرة التي تكلل صخور الطفل الأحمر  تحته . لقد كان ذلك يعني لي الكثير من الحرية والتخلص من القيود : قيود الرؤية ، وقيود الفضاء.  كميت يتيح لي العيش في البراح والشعور بالإنطلاق والفضاء اللامحدود.

كنت لا أمّل من الجلوس على قمته مطلقاً بصري نحو البيوت التي تبدو وكأن الجبل يحتضنها ، أو وكأنها وهي في ذرى ذلك الجبل تلوذ به لحمايتها من رياح السموم وعاديات الزمن وإنظار العدى.

وإن كان صعود كميت مجهداً فإن لهفة التطلع للوصول للقمة بما تحمله من إغراءات الإستمتاع البصري والشعور بالتحرر من قيد الفضاء تنسيني ذلك التعب. وفي النزول متعة لا تعادلها متعة ، فهنالك طريق ضيق شديد الإنحدار محفور في صخور الطفل الأحمر الطينية نسميه ( المهلّة ــ بتشديد اللام ) فكنت فعلاً أنهل سريعاً على طول سطح كميت.

وكنت في عدوي السريع هابطاً أحس وكأني أطير ، وكأني تخلصت من قيود قانون الجاذبية. وهي متعة لا يعرفها إلا من جربها ــ ولعل أغلب سكان مرات قد جربوها.

وفي قمة الجبل كنت اسّرح بصري بادئاً بـ ( الجفرة ) والبيوت خلفها ثم حقول ( العلاوة ) ثم ( الصبخة ) بأثلها المتناثر عن يساري وصولاً الى ( المشيرف ) و ( ضلع آل موسى ) على طرفيها. ثم ( المدرجية ) عن يميني يليها نخيل ( الرفيعة ) و( الرويضة ). ثم اسرح بصري أبعد نحو وادي ( كافت ) ووادي ( مانح ) ووادي ( الرعن ) و( شعيب النخيل ) وفي الأيام الشديدة الصفاء بإمكاني أن أرى منطقة ( المكمكية ) في الجنوب. اما ( خشوم السميرة ) فإنها في مرمى النظر.

وفي ألأصائل حين ارسل بصري من فوق أعلى طبقة صخور الجير الصفراء الى البيوت التي تكسوها شمس الأصيل بصفرة عجيبة ، وحين أدقق النظر فإن بإمكاني رؤية بعض التفاصيل الدقيقة بوضوح : فهذه أمراءة تحمل قدر الماء على رأسها متجهة إلى بيتها ، وجمع صبية يلعبون ويتطاردون وسرب طير يحوم حول اللغدران ، وغنيمات يشربن من ماء الغدير الصافي. اما الأصوات فلا أكاد أسمع شيئاً الا حينما تهب نسمات الجنوب حاملة بعض الهمهمات غير الواضحة ، وقد أميز بينها ثغاء ماعز أو صياح ديك.

ولو قدر لشخص أن يرنو في إحدى تلك الأصائل الى قمة كميت لربما لم يفته منظر شبح هزيل يروح ويغدو على القمة أو ربما جالساً بلا حراك مدلياً ساقيه فوق صخور الجير مستسلماً لسحر المكان ومواجهاً للجنوب. وحين تميل الشمس نحو الغروب ولا تكاد تميز تفاصيل بيوت ( المدرجية ) حيث تأتي بينك وبين قرص الشمس ، حينها أهب عائداً بعد أن املأ رئتي من هواء كميت الطلق العليل وبعد أن أفرغ عقلي من خيالات ىالصبا الجميلة تحسباً للهبوط السريع من قمة ( المهلة ) الى أسفل سفح كميت. وبدلاً من التوجه مباشرة إلى بيتنا أعرج على بيت ( أمي نورة ) وهي جدتي لأمي ، وأصعد الدرج بسرعة لأجد جدتي في مواجهتي تذكي النار تحت المقرصة بقطع العسبان فتجلسني جــــــــوارها مستمتعاً بعبق قرصان البر. هل هناك اشهى من قرصان البر المخبوز على المقرصة ؟ وتناولني جدتي قرصاً ساخناً فألتهمه بسرعة وأعود بسرعة إلى بيتنا فإمي لا تحبذ أن أبقى خارج البيت بعد الغروب.

وحين تهطل الأمطار فإني لا افوت فرصة صعود كميت. حينها يكون الجو رائقاً صافياً، وتبدو السماء بين قطع السحاب البيضاء والمتراكمة شديدة الزرقة ، فأستلقي على الصخور الملساء التي اسقطتها عوامل التعرية من طبقاتها لتنزلق وتستقر بشكل مائل قرب القمة ، فاستقبل النسمات الخفيفة الباردة التي تهب من جهة الجنوب فأشعر بإنتعاش وحيوية لا مثيل لهما ، وتصبح حواسي اكثر حدة فبإمكاني التدقيق في سويقات النباتات والزهيرات الصغيرة بجانبي وأتأمل ألوانها واعدد بتلاتها ، وأراقب النمل في سعيه الدؤوب نحو إخراج حبيبات غذائه لتجفيفها خارج بيوتها المحفورة في الشقوق الطينية الموجودة بين الصخور الصلدة. أنى لهذه المخلوقات الصغيرة بكل هذا التنظيم؟ وكيف لجهاز عصبي بهذا الصغر المتناهي إستيعاب هذا التنظيم المعقد؟ هنالك شيء في النمــــل يُشعرني بالارتياح العميق والسلام والشعور الدافق بحب الطبيعة والإنتماء إليها. وما زال هذا الشعور ينتابني حتى الآن وإن قلّت رؤيتي لها.

وحالما تتوقف الأمطار وتبدأ السحب في الإنقشاع تبدأ الوديان والشعبان والغدران في جريانها هادرة مزمجرة ، وتزداد زمجرتها عندما تصل إلى ( العبارة ) محاولة  النفاذ عبر مجرى الكوبري الضيق إلى الجانب الآخر من الوادي. وهـــــذا يحدث بعد أن تمتلأ الجفرة ( أو غدير كميت كما يحلو للبعض تسميتها ) وترتد المياه وتواصل طريقها عابرة تحت طريق الحجاز المسفلت متجهة بمحاذاة ( الصبخة ).

وبعد يوم حينما يهدأ جريان المياه في الأودية تصبح اسطحها رقراقة صافية ويكون بإمكانك ساعتها رؤية إنعكاس السماء بما فيها من قطع سحب على صفحة الماء التي تشبه المرآة. من ذا الذي لا ينتشي من منظر الغدران الصافية والشجيرات المبرعمة والسماء الزرقاء الصافية ؟ ومن لا تهيم روحه عند رؤية ( القرقاص ) و ( الحميضــــــــــا ) و ( البسباس ). و( البقرا) و( الحوا ) والزهيرات الجميلة التي لا نعرف اسمائها وهي تتراقص مع هبات النسيم الخفيفة ؟ ومن ذا الذي لا تسكره النسمات المحملة برائحة ( البعيثران ) العطرة في وديــان المكمكية ؟ لكم هو جميل هذا العالم ــ من الصعب تخيل عوالم أجمل من هذا العالم. وما أقسى الإنسان حين يدنس جمال هذا الكوكب.

وفي أماسي الصيف حين أدلف دارنا تستقبلني رائحة الرطب الرائعة وكأنها تتسلل إلى كـــل خلية في جهازي العصبي.  هل تستطيع الذاكرة أستحضار الروائح ؟ لا اعتقد ذلك ، ولكني أدرك أنها رائحة لا تنسى. كم تملأني الغبطة والفرح حين أرى زنبيل الخوص مملوءاً بالرطب ومغطى بقطع العسبان أو أوراق القرع.  لا اهتم كثيراُ بنوع التمر فهنالك أنواع قليلة معروفة في مرات لعل افضلها ــ بالنسبة لي ــ الصقعي والحلوة والخضري. اما المقفزي والمسكاني والصفري فهي انواع اقل جودة. للتمر منزلة خاصة في نفسي. لعلي ورثت ذلك من امي. ولذا لا يكاد يخلو بيتنا من التمر ابداً.

وفي ليالي الصيف حينما اتمدد في فراشي في سطح منزلنا بعد أن أطفيء السراج يمتلأ مجالي البصري بالسماء الصافية المهيبة المرصّعة بالنجوم فاسرح بخيالي بعيداً بين تلك النجوم الخافتة واللامعة والقريبة والبعيدة. آه كم افتقد تلك السماء هنا !! هنالك رابطة كونية عظمى تربطنا بهذا الكون العظيم في وحدة إندماج روحي غير قابل للتفسير.

هنالك رابطة ( روحية ) تربطني بهذا الجبل وكل ما حوله من وديان وبراري وشجر وحقول وبيوت. تهفو نفسي إليها دائماً ومرآها يجلب السعادة والإنشراح لخاطري.

من الصعب تفسير الإرتباط بالمكان ولكني أعتقد أن الجمال شرط اساسي لتحقيق الإرتباط. يجب أن يكون المكان قادراً على تحريك مشاعرك تجاهه ، فالأماكن التي لا تحرك فيك ساكناً لا يمكن الإرتباط بها. والجمال بطبيعة الحال مسالة نسبية يختلف من شخص لشخص وتتدخل فيه ايضاً العوامل النفسية والثقافية. ولكن الجمال وحده ليس كافياً لتحقيق الإرتباط وإلا لإرتبطنا بكل الأماكن الجميلة على هذا الكوكب. أهي الذكريات المرتبطة بالمكان إذن ؟ ولكن ما هي الذكريات ، أليست هي أحداث وبرهات من الزمن الجميل ؟ ولكن ذكرياتنا كثيرة إلا أننا لا نرتبط بكل مكان تربطنا به ذكرى جميلة.

ولكـــــــــــــــن هل يحتاج الحب إلى تفسير ؟ الحب شعور غامر دافق فياض. إن حاولت عقلنته قتلته. نعم الحب يموت مع العقلنة. الحب مثل السمك أخرجه من بحر الشعور الى بر العقل يموت حالاً. هو وهم جميل ليس إلا. ومع ذلك فإني مازلت أحب  ( كميت ) حتى بعد ان شرحته تشريحاً كجيولوجي متمرس وكشاهد متأخر على تاريخه ذي المئة وتسعين مليون عام.

بوح الصباح

(((((من بوح الصباح))))))

ياصباح الخير ياريح المطر
ساقه النسناس من يم الجنوب

والندى يلمع على اوراق الشجر
ماحلا شوفه وهو منها يذوب

والسماء بالغيم منظرها يسر
اشهد ان القلب للمنظر طروب

يطرب اللي له زمان ينتظر
للحيا والمزن وانسام الهبوب

صباح الاربعاء ١٤٣٧/٤/٢٤هـ
عبدالعزيز بن عبدالله الضويحي،مرات

#################

((((((مجاراة)))))))

#################
هلا بالمبدع دائما

ياصباح العشب في مد النظر
وسط ارض الوشم في كل الخبوب

والطيور اللي على روس الشجر
والهواء نسناس ما جاله هبوب

احكر  الدله  على جال   الجمر
ذا دواء للنفس ذا طب القلوب

الشاعر عبدالله الفرحان
################

ياصباح النور من عقب الظهر
توني اشوف ماجا فالقروب

الله يفيث العرب بدو وحضر
واعسى مايحجبه كثر الذنوب

والمطر تحيا به قلوب البشر
ماحلا الودان من غر النصوب

من خيال بان فالقبله عصر 
ساقه المولى قبل وقت الغروب

ماطره ياخذ على الديره شهر
ماتشاف السارحه بين العشوب
والندى دمع على الخد انحدر
من عيون مودع الظبي اللعوب

ياصباح النور يابيوت الشعر
ويا رجال تنتهج زين الدروب

الشاعر عايض الدعجاني
#################