الخميس، 19 مارس 2009

الشيخ عبدالعزيز بن ضويحي

من رجالات الملك عبد العزيز
الشيخ عبدالعزيز بن ضويحي

هو عبدالعزيز بن ضويحي بن هاجد بن سودان المقنصي من الظبيان من آل راشد من البرزات من السهول، وقبل أن نعرف بهذا العلم من المستحسن أن أذكر أن أخاه الفارس محمد بن ضويحي كان من أوائل فرسان جيش الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود و شارك في جميع المعارك التي تلت فتح الرياض ومن أشهرها معارك جنوب الرياض والوشم وسدير والقصيم حتى قتل في معركة البكيرية عام 1322هـ وبها دفن وبعد تلك المعركة يذكر ان الملك عبدالعزيز اقسم بالله ان يعطي احدى اصايل خيله لمن يبشره ان محمد بن ضويحي لا يزال حيا وكان رحمه الله كما ذكر كبار السن ممن نقلوا من معاصريه انه على قدر كبير من الفروسية والتي تجلت مع جيش الامام البطل عبدالعزيز آل سعود ابان الفتوحات المباركة و كذلك فهو شاعرا فحل ولم تدون اشعاره كما جرت العادة في ذلك الزمان بل انها ضلت حبيسة في صدور الرواة الذين ماتوا وهم يأبون ان يدون او ينقل عنهم شعرا يخص من مات و كانت جل قصائده تدور حول الفروسية والفخر و محاورات مع كبار مشائخ البادية في عصره وكما اسلفنا فقد فقدت معظم اشعاره ولم يصل الينا الا الشوارد او النزر اليسير منها.
ومن قصائده الشهيرة قصيدته التي نظمهابعد فتح الملك عبدالعزيز الرياض عام 1319هـ و في مطلعها يقول :
يا نجد يا زين النبات ابشر بأهلك الاولين
والجدير بالذكر أنه مات ولم يكن له عقب.

أما الشخصية التي أترجم لها هنا فهو عبد العزيز ابن ضويحي الذي ولد في مرات بالوشم عام 1295هـ وامه سارة بنت علي بن موسى من آل مغيرة والتحق بجيش الملك عبدالعزيز آل سعود وكانت أولى المعارك التي شارك فيها هي روضة منها بالقصيم وما تلاها من المعارك حتى تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد البطل المغفور له الملك عبدالعزيز.
شارك ابن ضويحي - رحمه الله - في خمس وعشرين موقعة ومعركة مع المؤسس ومنها معركة الدبدبة في عام 1348هـ، حيث أرسل الملك عبدالعزيز في طلبه صبيحة زواجه وما أن أتاه المرسول حتى لبَّى ما أتى في شأنه فجهز راحلته وتقلَّد بندقيته وودع أهله ورافق الحملة إلى المعركة.

موقف لا يُنسى
وكان من مرافقي الملك عبدالعزيز في معظم فتوحاته وكان يوفده في بعض المهمات الخاصة، حيث يروي عبد العزيز بن ضويحي - رحمه الله تعالى - ويقول: إنه في إحدى الغزوات كنت قريباً من الملك عبدالعزيز، وفي الثلث الأخير من الليل كان يوقظني بكاؤه - رحمه الله - وتضرعه إلى الله وهو يصلي في وقت السحر.


في خدمة الدين والوطن
عُيِّن عبدالعزيز بن ضويحي من قبل الملك عبدالعزيز أميراً على القنفذة سنتين ثم أميراً للعارضية سنتين وفي عام 1354هـ انتقل إلى مكة المكرمة وانضم ضمن رجال الملك عبدالعزيز بقصر السقاف (القصر العالي) مع (خويا) الملك عبدالعزيز أعطي بندقية اللزوم ثم كلّف مع أخويا الأمير خالد السديري عندما عيَّنه الملك عبدالعزيز حاكماً إدارياً لإمارة الظهران وكذلك انتقل مع الأمير السديري عندما انتقل إلى إمارة تبوك وكان رئيس الخويا، وبعدما أصبح كبيراً في السن طلب من الأمير السديري السماح له بقضاء بقية حياته عند أولاده بمرات فكان له ما أراد بقي في بلده مرات وعاش بين أولاده وأهله.
ومن قصيدة له قالها حينما هم بالذهاب من تبوك الى مرات طالبا من الامير السديري السماح له وعلى وجه السرعة الا ان عمله كرئيس للخويا لا يتيح له ذلك حيث قال مداعبا :
يابو فهد وصلنا المرواح عادتك بـــالك تخـــليــها
وبعدما سمع الامير القصيدة قال : توكل على الله يا بن ضويحي

وفاته
وفي عام 1388هـ انتقل إلى رحمة الله بعد أن فاجأه مرض لمدة أسبوع ودفن بمرات وانطوت صفحة لعلم من أعلام مرات وبقي ذكره الطيب رحمه الله.

اخوته
محمد : وقد اسلفا عنه الذكر
حمود : انتظم رحمه الله في الجيش وشارك في معظم غزوات وفتوحات الملك عبدالعزيز بعد الرياض ثم ذهب الى مكة المكرمة والتحق بجيش الملك عبدالعزيز وكان يسمى سابقا (بالنظام) قضى به مدة طويلة ولما احس بالمرض عاد لمهبط رأسه (مرات) فمات بعد سنة الرمي عام 1348هـ.
عبدالرحمن : ولد عام 1310هـ في مرات بدأ حياته عاملا بالتجارة ثم ارتحل مع مجموعة من اهالي مرات الى البحرين والعمل بالغوص ثم عاد لمزاولة البيع والشراء وكان من وجهاء رجال الوشم الذين يتشرفون باستقبال جلالة الملك عبدالعزيز والقيام بتهيئة المكان قبل مروره بها ويشارك على مستوى الوشم في هذا العمل الوجيه الشيخ عبدالرحمن السبيعي من شقراء الذي يقوم مقام وزير المالية بالوشم في تلك الحقبة الماضية ولوجود (اللاسلكي) بمرات كانت ترسل لعبدالرحمن بن ضويحي برقيات بقرب مجيء جلالة الملك عبدالعزيز وتشريفه مدينة مرات ولاعداد وتهيئة متطلبات الملك ومرافقيه وكانت علاقاته الشخصية والتجارية واسعة في عصره وقد توفي رحمه الله بالرياض1384هـ .

ذريته
تزوج رحمه الله خمس زوجات حيث ان ثلاث من زوجاته في مرات وواحدة في القنفذة ابان امارته لها واخرى من العارضة حينما كان اميرا عليها
وخلف من الأبناء محمد وضويحي وسعد وعبد الله.
ابنه محمد ولد عام 1328ه في مرات وبعدما تجاوز عمره 25 عاما انتقل الى مكة المكرمة وعمل ضمن الشرطة النظامية في بداية ظهورها على مستوى الدولة كرئيس لمجموعة من الهجانة - الدوريات حاليا - والتي كان مقرها قصر الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة (القصر العالي) يطلق عليه قصر السقاف - وامضى عدة سنوات بهذا العمل في مكة المكرمة ثم عاد الى مرات وعين كأول عسكري من اهالي مرات يشتغل في قصر الملك عبدالعزيز بمرات عام 1368ه ومات رحمه الله بمرات عام 1370هـ وقد انقطع عقبه بوفاة ابنه حمود صغيرا.
و ابنه ضويحي وقد توفي شابا ولم يعقب.
وابنه سعد من رجالات التربية والتعليم الاوائل عيِّن مدرساً في معهد الأنجال ثم في معهد العاصمة النموذجي من عام 1379هـ إلى عام 1408هـ.
وابنه عبد الله وهو الكاتب والمؤرخ المعروف عمل مدرسا حتى احيل الى التقاعد عام1419هـ وله عدة مشاركات صحفية ادبية وتاريخية وقد نشرت له مؤلفات منها:
1- مرات بلد امرئ القيس في مرأة التاريخ.
2- الإبداع الفني في الشعر النبطي القديم.
3- مرات (ضمن سلسلة هذه بلادنا).
4- النجديون وعلاقتهم بالبحر(جزآن).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق