الخميس، 19 مارس 2009

الشعر يوثق التراث..


الشعر يوثق التراث..
الضويحي يصور البيت القديم.. أقسامه وأثاثه والحياة فيه في قصيدة تراثية



مرات - حمود الضويحي:
في الوقت الذي تناسى فيه الناس أقسام البيت القديم وأسماء أثاثه جاءت قصيدة شاعر التراث الأديب الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي التراثية بمثابة توثيق لهذه المعلومات القيمة التي يحتاجها هذا الجيل ليذكر ابناؤه بما كانت عليه البيوت بالأمس القريب بأثاثها واقسامها وكيف كانت ذكرى جميلة عاشوها في أيام مضت من شظف العيش وقلة ذات اليد التي عوض الله فيها من امتدت به الحياة إلى عصرنا الحاضر حيث امتدت يد الخير والبناء والعطاء من حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - فطوت صفحة من الماضي فأصبح كل مواطن في هذه المملكة الحبيبة والغالية على قلوبنا يعيش في رخاء ورغد عيش ويستمتع بكل ما وصلت إليه الأمم من تقدم وازدهار في شتى المجالات وخلفت وراءها قصصاً تروى عن الحياة العصيبة التي عاشها الاجداد ليحكيها الآباء للأبناء والأحفاد جيلاً بعد جيل، وقد كان لهذه القصيدة التي نظمها الشاعر منذ بضع سنوات مناسبة عاشها الشاعر وأفصح عنها في مطلع قصيدته حيث انه قد حن إلى الماضي الذي عاشه في منزل والده في الديرة القديمة مسقط رأسه بمدينته مرات قبل أن يسقط ويخلفها الزمن وراءه اطلالاً فساقته اقدامه إلى زيارة منزل والده الذي عاش فيه أجمل مراحل عمره وهي الطفولة البريئة التي يعيشها كل إنسان مروراً بمرحلة الشباب المحبوبة لدى الجميع فجادت قريحته بقصيدة رائعة صور فيها الحياة في الماضي وكيف كان البيت باقسامه واثاثه.. وتمتاز هذه القصيدة بأسلوبها السلس ولفظها الدارج حيث يخيل إليك وأنت تقرؤها أنك تدخل مع الشاعر إلى منزل والده وتشاهد ما يقوله بخيالك الواسع الذي يشدك مع تناغم أبيات القصيدة التي قال فيها:
نويت أقوم بزياره
جنوب كميت واكتاره
نحرت السوق من بدري
أشوف البيت واخباره
لقيت البيت ما هو بيت
خراب هدت اسواره
وقفت وحارت الرجلين
وشفت النفس محتاره
زلفت لبيتنا مشتاق
وناشت رجلي جداره
تهدد وانسلخ بالدرب
تراب سد معباره
وطار غبار ياكثره
عليه من البطي شاره
دخلت بغرفة المجلس
وذكرت العود وكماره
ذكرت الوالد وحنيت
حنين النوق لحواره
وشفته يا عرب بالعين
يشب النار بوجاره
اشوف الدلة الخمره
يقلبها على ناره
يزل بدلة صفراء
يحوف البن ببهاره
يلالي النجر وينادي
مع الصفره يجي جاره
يصب من البكر فنجال
يقعد الراس وأفكاره
مشيت وخاطري محتار
أدور وين مظهاره
نحرت الصفة القصيا
أدور كود مصفاره
بقى لي عاقب البندق
يجلجل وسط سحاره
وعلق بالوتد مشعاب
وفوق الرف غداره
سواد سراج أبو دنان
كثيف سود جداره
ويومي في شغا المحجان
صميل يبست اشطاره
صميل فات له ماضي
الا يا حلو مدراره
وباب الجصه مجافا
عقب ما كان بسكاره
عقب وقت مضى يا حول
صعيب فتح مسكاره
ووسط القوع به منحاز
عليه من الدّبل قاره
وجنبه دبة التنور
تهشم وانتهى كاره
وهذا مربط العطرا
بقي عرنون مسماره
وفوق بغرفة الروشن
حمام يسكن أوكاره
يجر الصوت يا حسره
يهوبل عند مطياره
يحدق بالنظر ويقول
أمانه وينها (ساره)
بخانقها على المسطاح
يلاعبها الهوا تاره
بقايا نايم المدلول
طرايد شدها زراره
لطمني قوطي الشعشاع
تناثر باقي كساره
روايح عطرها مازال
يخن بجانب الحاره
زباد وعنبر ومعمول
يلوف القلب مرّاره
وهذا مغزل الغالي
نقش في العود تذكاره
كتب في حافته سطرين
ترى الأيام غداره
ترى عمر الفتى يا زين
غصين تذبل أزهاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق